بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خواطر عن بلدي و حبيبتي سوريّة ^^
سورية : هي تلك الرغبة التي تعتريك لتناول كاسة شاي و أنت تأكل الجبنة البيضاء البلدية , و ذاك الخمول الذي يدفعك بعد وجبة الغداء الدسمة إلى قيلولة غالية , هي ذلك المزيج الفوضوي الذي يجري في شوارع العاصمة
آلاف من السيارات و البشر المختلطة وفق منظومة معقدة لا تستطيع أن تدركها أو تفهم آليتها , و لكنها في النهاية تعمل , تمتزج , تتحرك . و تنفصل , و تتلاشى الحركة في الشوارع لتبدأ الحياة في المنازل التي تحب . و تبقى البيوت المتراكمة المتسلقة ( جبل قاسيون ) مضاءة حتى يطفؤها السهر , الفجر الذي يعلنه الآذان ..
سورية : هي فيروز الصباح و ( سيرة الحب ) في ليل دمشقي طويل , أو موّال شجي عتيق على أنغام قدٍّ حلبي .
سورية : نشرة الأخبار بين عشق الرجال و كره النساء .. هي السياسة التي ندمنها دون أن نتعاطاها . هي اطمئنان صبية عائدة إلى البيت في مساء متأخر , هي حب مراهق لبنت الجيران , هي وجوه الناي التي ألفناها و قصص البيوت التي تناقلناها , هي النميمة في صبحية نسوان , و قعدة رِجّالية في مقهى بين طاولة الزهر و عبق الدخان .
سورية : هي جلسة حول البحرة في دار قديمة تجمعنا ( قرقعة ) أركيلة , عشقناها و هي ترسم تنهيدة ألم في الهواء , هي عدوى الضحك على نكتة بايخة , تنتشر بين الأصحاب و تتمادى لتصبح قهقهة عالية لا تعبأ بالمكان و لا بالزمان .
سورية : هي محجبة و سافرة تعيشان في بيت واحد , و طبخة شاكرية على مائدة كريم دعا إليها كل الجيران , مسلم و نصراني , الكل يحمدون الله على النعمة , و يدعون أن يحفظها من الزوال .
سورية : هي نزعة طفل للتسرب إلى الشارع و اللعب مع أولاد الجيران , هي رائحة الطبخ تفوح عند باب كل دار وقت الغداء , و جلسة دافئة لأفراد العائلة حول مدفأة المازوت في ليلة باردة .
سورية : هي الحارة و الأصحاب و المدرسة و الطريق الذي تسكعناه مئات المرات , هي الطاولة التي درسنا و الغرفة التي تشاركنا بها إخوة و أخوات , هي همومنا الصغيرة التي كبرت و أحلامنا الكبيرة التي تضاءلت , هي الذكرى التي تجمعنا في الماضي و الأمل بلقاء في المستقبل قد لا يكون .
سورية : هي الحب القديم , هي القلب الذي خفق في صدورنا أول مرة , هي الغيرة التي اشتعلت على فتاتنا تضحك لرفيق لتترك في النفس حرق لذيذ . هي حلاوة اللقاء الذي كان و ربما لن يتكرر ,
هي الحياة التي انتزعناها من عمر مضى و احتفظنا بها مجرد ذكريات . هي ضحك , بكاء , مئات الكلمات , أحاديث و صور تبعثرت في ذاكرتنا .. يستحضرها الحنين و يحفظها الشوق و نحن نعرف بأنه لا أمل لنا في اللقاء .
سورية : هي كلمة عندما نسمعها تشتعل قلوبنا بالمحبة , و تدمع عيوننا الحائرة فرحاً و حزناً , و تتلعثم ألسنتنا مثل مراهق يريد أن يبوح لفتاته بكلمة ( أحبك ) .
سورية : هي كلمات كتبناها , و كلمات لم نكتبها .. لأنها غير موجودة في الأبجدية أو مفردات اللغة .
مهما كتبوا فيكِ يا سوريّة فَهُمْ لم و لن يوفوكِ حقكِ أبداً ,,
مشتاقين للرجعة إلك واللهِ ,,
ممّاْ راقَ ليْ ,,
وردة درعــا ,,