الجمعة يونيو 08, 2012 1:48 pm | المشاركة رقم: # |
---|
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو جديد | الرتبه: | | الصورة الرمزية | | البيانات | مساهماتي : | 5 | نقاطي : | 15 | السمعة : | 10 | تاريخ التسجيل : | 07/06/2012 |
الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | |
| موضوع: منابع المعرفة
منابع المعرفة منابع المعرفة
عندما يُبحث في مسألة المعرفة في مجال أصول العقيدة الاسلامية، فأول ما يطرح للبحث هو: قيمة المعرفة في الاسلام وحدودها. فمن المؤكد أنه ليس هناك عقيدة كالاسلام تعطي أهمية للمعرفة وترغِّب الناس وتدعوهم إليها وتعمل على إزالة موانعها من الفرد والمجتمع، وعلى تحقيق شرائطها. لقد استعمل لفظ (علم) في القرآن 105 مرات، واستعملت صيغها المختلفة اكثر من 770 مرة، كما استعملت مادة (عقل) 49 مرة ومادة (فقه) 20 مرة ومادة (فكر) 18 مرة بحيث يدعو الناس إلى الفكر والتفكّر والتفقه والتعقّل بإصرار شديد. العلم حياة الاسلام يرى الاسلام أن حياته مرتبطة بالعلم والمعرفة، فعن رسول اله(ص) أنه قال: "العلم حياة الاسلام وعماد الدين"(1). فالاسلام عقيدة ترى نفسها مطابقة للموازين العلمية، وتعرّف العلم بأنه روحها وأنه لا حياة لها بدون العلم، وتعتقد كذلك بأن العلم والإدراك والمعرفة هي القاعدة الأساسية لبنيتها وأنها تنهار بدونها. ويؤمن الاسلام أن أساس كل خير وصلاح وسعادة هو العلم، وأن أصل كل سوء وشرٍ وشقاءٍ هو الجهل وعدم العلم، وقد قال الإمام علي(ع): "العلم أصل كل خير والجهل أصل كل شر"(1). ولذلك كان لا بد من التعرف إلى منابع المعرفة في وجود الانسان؛ وبتعبير آخر النوافذ التي يرى من خلالها العالم الخارجي والتعرُّف إليه فالانسان يمتلك ثلاثة منابع، أو نوافذ لمعرفة الكون، وهو يتعرف على حقائق الوجود من خلالها وينظر من خلالها إلى ما سواه في هذا العالم. وان جميع العلوم والمعارف الانسانية إنما يحصل عليها الانسان من إحدى هذه النوافذ والأدوات، وكلما انسدت إحدى هذه النوافذ فإن الانسان سيفقد علماً ومعرفة ترتبط بها، وهذه المنابع هي: 1 الحس. 2 العقل. 3 القلب.
المنبع الأول: الحس أول منبع للمعرفة عند الانسان هو الحس، ومقصودنا بالحس هنا هو الحواس الخمس (البصر، السمع، الشم، الذوق، اللمس). كل واحد من هذه الحواس يعطي الانسان نوعاً خاصاً من المعرفة، وبفقدان هذا الحس لا تعود هذه المعرفة ممكنة له، وفي هذا المجال يقال )من فقد حساً فقد فقد علماً( والحقيقة هي كذلك؛ لأن الذي يولد أعمى لن يستطيع أن يتعرف إلى الألوان والأشكال، ولن يفيده أي توضيح وبيان في معرفتها، وهكذا الأصم بالنسبة إلى الأصوات والأنغام وغيره.
المنبع الثاني: العقل المنبع الثاني للمعرفة عند الانسان هو العقل، ويطرح في هذا المجال سؤالان: 1 ما هو العقل؟ 2 ما هي المعارف التي يحصّلها الانسان عن طريق العقل؟ أما السؤال الأول فجوابه واضح إلى حد معين، وكل عاقل يدرك معنى العقل، وإن لم يتمكن من بيانه باللغة العلمية. وببيان علمي: هو مركز الشعور والإدراك الذي يقوم بتركيب وتجزئة وتجريد، وانتزاع وتعميم وتعميق المفاهيم، وبهذا البيان يكون جواب السؤال الثاني قد عرف: وهو إدراك مفاهيم الأشياء وصورها. مثلاً: قد تتصور جبلاً، وتتصور الذهب، فتقوم بتركيب هذين التصورين فيحصل مفهوم ثالث في الذهن وهو جبلٌ من ذهب. وهذا يسمى تركيباً. أو تتصور شجرةً ثم تجزئها في ذهنك إلى قطع مختلفة. وهذا يسمى تجزئة. أو تتصور حسناً وعلياً ثم يقوم ذهنك بحذف كل خصوصياتهما، فيصل إلى تصور الانسان الكلي (معنى الانسانية الذي يشتركان به) وهذا يسمى تجريداً. أو تتصور الحرارة وغليان الماء، فتستنبط وتنتزع مفهوماً ثالثاً وهو علّية الحرارة للغليان، وهذا يسمى الانتزاع. أو عندما ترى ناراً وترى أنها تحرق وتجرب ذلك مرة ثانية فتجدها تحرق فتقول بأن كل نار محرقة فتعمم خصوصية الاحراق لكل نار مع أنك لم تر إلاَّ ناراً واحدة وهذا يسمى تعميماً. أو عندما تعرف ناراً وترى أنها تحرق وتجرب ذلك مرة ثانية فتجدها تحرق فتقول بأن كل نار محرقة فتعمم خصوصية الاحراق لكل نار مع أنك لم تر إلاَّ ناراً واحدة وهذا يسمى تعميماً. أو عندما تعرف أن الاسلام يأمر بالصلاة فتعرف أن الصلاة هي هذه الأفعال المعروفة، وبما أنك تعرف أيضاً أنه لا صلاة للعبد إلاَّ ما أقبل عليه تدرك إذن أن هناك معنىً آخر أعمق للصلاة وهو حضور القلب فإدراك هذا المعنى الأعمق يسمى تعميقاً. على كل حال يوجد لدى الانسان قوة تقوم بهذه الأعمال، مهما سمِّيت، ونحن نسميها العقل. المنبع الثالث: القلب المنبع الثالث للمعرفة عند الانسان هو القلب وفي هذا المجال يبحث في أمرين: أ معنى القلب. ب الفرق بين المعارف القلبية والعقلية.
أ- معنى القلب: القلب له ثلاثة معان: 1 العضو الصنوبري: الموجود في الجهة اليسرى للصدر، وهو مضخة الدم. 2 العقل: فالامام الكاظم(ع) وفي نصائح لهشام ابن الحكم يفسّر القلب في قوله تعالى: "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب"(1) بالعقل. 3 مركز العواطف والأحاسيس الداخلية: الذي جعله القدماء مقابل الدماغ الذي هو مركز العقل، وهذا المعنى يطلق مجازاً على كل مظاهر العواطف البشرية مثل المحبة، البغض، العشق وجميع الميول المختلفة. المقصود من القلب في مبحث المعرفة معناه الثالث، فالقلب في مبحث المعرفة هو مركز الاحساسات الخاصة التي لا تحصل عن طريق الحواس الخمس ولا العقل مثل: الاحساس بالرحمة، الحب، البغض وغير ذلك.
ب- الفرق بين المعارف القلبية والعقلية: الفرق بين المعارف القلبية والعقلية، هو نفس التفاوت بين الاحساس والعلم، والوجدان والعلم، فتارةً يحس الانسان بشيء ويجده، وتارةً يعلم بشيء ويعرفه، فالمعرفة القلبية إحساس، والمعرفة العقلية علم. أنت تدرك أن الصعود على السطح يحتاج الى وسيلة وتدرك أيضاً أنك تحتاج الى ابن، ولديك ميل لبقاء نسلك، فتدرك حاجتك في الموردين، ولكن الادراك الأول علم، والادراك الثاني احساس. فأنت تعلم أن الصعود إلى السطح بدون وسيلة غير ممكن ولكنك لا تحس، ولا تجد هذا الادراك في كيانك ووجودك. أما في مجال الولد، فأنت تحس وتشعر أنك محتاج الى ولد وتجد الميل لابقاء نسلك في كيانك، بناءً عليه أنت تعلم الحاجة للسلم، ولكنك تجد في نفسك الحاجة للولد، وهذا هو التفاوت بين المعرفة العقلية والقلبية. سؤال؟ هل يمكن معرفة كل شيء بواسطة كل واحد من المنابع الثلاثة أم أن كل وسيلة لها مجال وحدود خاصة بها؟ الجواب هو النفي، يعني أنه لا يمكن معرفة كل شيء بواسطة كل واحد من المنابع المذكورة، لأنه يوجد في الكون حقائق مختلفة، وبما أنه من الضروري أن يكون هناك تناسب وتجانس بين أدوات المعرفة والشيء المراد التعرف عليه، يجب إذن لمعرفة كل حقيقة استعمال وسيلة وأداة خاصة تكون متجانسة معها، وعلى هذا الأساس فإن كل منبع وأداة معرفة لها مجالها وحدودها الخاصة بها، ولا تستطيع أن تفيد خارج هذا المجال. لتوضيح هذا الأمر نضرب مثالاً من الحواس الخمس: من البديهي أن اللون، والصوت، والرائحة، والطعم، والبرودة، والحرارة، هي حقائق مختلفة، وواضح أيضاً أن وسيلة معرفة كل واحد من هذه الأمور يجب أن تكون متناسبة ومتجانسة معه (لديها سنخية) يعني أنه يجب أن تمتلك خصوصيات تستطيع معها إدراكه، فلا يتوقع أحد أبداً أن تدرك أذنه الألوان، كما أنه لا ينتظر من عينه أن تدرك الأصوات وكذلك باقي الحواس. بناءً عليه فمجال وحدود حاسة البصر مثلاً هي الألوان والأشكال، ومجال السمع هو الأصوات. هنا أمر بديهي آخر يجب الانتباه له، وهو أن عدم إدراك حاسة البصر لشيء ما خارج عن مجالها ليس دليلاً على عدم وجوده، وبعبارة أوضح، إن العين لا تستطيع أن تدرك الصوت، والرائحة والطعم فهذا لا يمكن أن يكون دليلاً على عدم وجود الصوت والطعم والرائحة في الكون. هذا الأمر يصدق أيضاً في مجال المنابع الثلاثة بالنسبة لكل منها، يعني أن كل واحد من هذه المنابع له مجال خاص لا يستطيع أن يدرك خارجه شيئاً، فالحس له حدود والعقل والقلب كذلك لا يتعدى احدها حدود الآخر. فكما أن حاسة البصر لا تستطيع التعدي الى مجال حاسة السمع، كذلك الحس لا يستطيع ذلك بالنسبة للعقل، والعقل بالنسبة للحس، وكلاهما بالنسبة للقلب وهكذا. إذن مجال الحس هو معرفة المحسوسات، ولذلك لا يستطيع دخول حد المعقولات، ولا يستطيع الحس مطلقاً القيام بعمل العقل، يعني أنه لا يستطيع تجزئة أو تركيب أو تجريد المفاهيم كما أن العقل لا يستطيع التعدي على حدود المحسوسات ويحس باللون والأشياء بشكل مباشر. والحس والعقل أيضاً لا يستطيعان دخول حدود القلب، يعني أن الالهامات والمشاهدات الغيبية منحصرة بالقلب فقط، ولا طريق للحس والعقل اليها، كما أن القلب لا يتعدى حدود الحس والعقل. فلا يصير أحد عالماً رياضياً أو فيزيائياً أو كيميائياً أبداً عن طريق سير وسلوك العرفاء بل يجب أن يستعين بالحس والعقل لكسب هذه المعارف.
|
| |
الجمعة يونيو 08, 2012 5:23 pm | المشاركة رقم: # |
---|
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مؤسس المنتدى | الرتبه: | | الصورة الرمزية | | البيانات | مساهماتي : | 3626 | نقاطي : | 5029 | السمعة : | 7 | تاريخ التسجيل : | 02/06/2012 | العمر : | 24 | الموقع : | http://w-ibda3.123.st/ |
الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | |
| موضوع: رد: منابع المعرفة
|
| |
الثلاثاء يوليو 03, 2012 12:56 pm | المشاركة رقم: # |
---|
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | احلى الأعضاء | الرتبه: | | الصورة الرمزية | | البيانات | مساهماتي : | 511 | نقاطي : | 619 | السمعة : | 14 | تاريخ التسجيل : | 03/07/2012 | العمر : | 26 | الموقع : | في قلبي الحزين |
الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | |
| موضوع: رد: منابع المعرفة
منابع المعرفة شكرا اخي ع الموضوعيسلمووووو
|
| |
الخميس يوليو 12, 2012 2:32 pm | المشاركة رقم: # |
---|
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | احلى الأعضاء | الرتبه: | | الصورة الرمزية | | البيانات | مساهماتي : | 698 | نقاطي : | 7839 | السمعة : | 13 | تاريخ التسجيل : | 11/07/2012 |
الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | |
| موضوع: رد: منابع المعرفة
|
| |
الأحد يوليو 15, 2012 12:36 am | المشاركة رقم: # |
---|
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مراقب دردشة | الرتبه: | | الصورة الرمزية | | البيانات | مساهماتي : | 22 | نقاطي : | 26 | السمعة : | 10 | تاريخ التسجيل : | 12/07/2012 |
الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | |
| موضوع: رد: منابع المعرفة
منابع المعرفة مشكور على الموضوع بارك الله فيك الموضوعالأصلي : منابع المعرفة // المصدر : // الكاتب: اللهب الحارق
|
| |