رفضت إيران بشدة إقامة حظر جوي فوق سوريا باعتباره مخططا أميركيا إسرائيليا، كما رفضت تعليق عضوية سوريا بـمنظمة التعاون الإسلامي التي تعقد قمتها اليوم بمكة. من جهتها قالت واشنطن إن قرار حظر الطيران على سوريا 'لم يتخذ بعد'. أما دمشق فوافقت على تعيين الجزائري الأخضر الإبراهيمي مبعوثا دوليا عربيا إليها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست إن هناك مخططا أميركيا إسرائيليا يدفع باتجاه مواجهة عسكرية تحت شعار إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا. ودعا المسؤول الإيراني دول المنطقة إلى الحذر من تبعات هذا 'المخطط'.
وفي السياق نفسه استبعد وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، على الأقل في المدى المنظور رغم مطالب الثوار في هذا الصدد.
وأضاف بانيتا أنه واثق من قدرة واشنطن على فرض منطقة حظر للطيران، لكن ذلك يتطلب قرارا كبيراً منها 'وهو ما لم يُتخذ بعد'.
وعلى صعيد الضغوط المتواصلة على سوريا، أوصى وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في اجتماعهم أمس في جدة بالمملكة العربية السعودية بتعليق عضوية سوريا في التكتل الإسلامي، وهو قرار ينتظر أن يصادق عليه اليوم زعماء العالم الإسلامي في قمتهم بمكة المكرمة.
وتحدث الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو عن مشروع قرار في هذا الاتجاه تم تبنيه بالأغلبية المطلقة، سيرفع إلى قادة المنظمة، التي تضم 56 دولة إضافة إلى السلطة الفلسطينية.
وقد انتقد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قبيل بدء اجتماع وزراء الخارجية الدعوات لتعليق عضوية سوريا، قائلا إن 'ذلك لا يعني أنك تتحرك على طريق حل المشكل، بل يعني أنك تزيح المشكل جانبا'.
الجزائر وإيران
ونقلت مصادر مقربة من الاجتماع التحضيري قولها إن الجزائر وإيران -وهما من أهم حلفاء سوريا- وحدهما اللتان عارضتا التوصية بتعليق عضوية سوريا.
وكان إحسان أوغلو اتهم -في كلمة افتتاحية أمام وزراء الخارجية- نظام الأسد بممارسة سياسة الأرض المحروقة، وإدخال سوريا 'في نفق مظلم لا تعرف نهايته'.
وقال إن ما يحدث 'نتيجة متوقعة للتجاهل الذي قوبلت به مطالب الشعب (السوري) وتطلعاته المشروعة'، لكنه شدّد على ضرورة 'الحفاظ على وحدة سوريا'.
وقبل ذلك كان الرئيس التركي عبد الله غل صرّح بأنه يتوقع من القمة الإسلامية 'رسالة قوية لإنهاء نزف الدماء في سوريا، وبدء عملية التحول'.
وأشار غل -متحدثا بمطار إسطنبول قبيل توجهه إلى جدة- إلى احتمال تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي، مذكرا بأن الجامعة العربية سبق لها أن علقت عضوية هذا البلد قبل نحو عشرة أشهر.
سوريا تقبل الإبراهيمي
وفي هذه الأثناء، نقل مراسل الجزيرة نت بالقاهرة أنس زكي عن مصادر دبلوماسية عربية بالقاهرة القول إن سوريا أبلغت الأمم المتحدة بموافقتها على ترشيح الدبلوماسى الجزائرى الأخضر الإبراهيمي مبعوثا مشتركا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، وذلك خلفا للسكرتير العام السابق للأمم المتحدة كوفى أنان الذي رفض تجديد ولايته التي تنتهى بنهاية الشهر الحالي.
وعلى صعيد آخر، وصلت الصين اليوم الثلاثاء بثينة شعبان مبعوثة للرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الخارجية الصينية أمس إن بثينة شعبان ستلتقي وزير الخارجية يانغ جيه تشي. كما قالت إن بكين تبحث أيضا دعوة أعضاء بالمعارضة السورية إلى الصين.