الآن تحن في أول أغسطس وهو ما يعني بداية الموسم الجديد.ولا أحد يستطيع أن أن ينكر أن هذا الموسم حاسم وجوهري بالنسبة لفيرناندو توريس.

فبعدما إنضم لتشيلسي من ليفربول منذ 18 شهرآ فإن إسمه لم يرقي في تشيلسي إلي مستوي النجم المطلوب والمعروف عنه.فالنينو سجل 12 هدف في 67 مباراة لعبها لتشيلسي ، وهذا ليس جيد بما فيه الكفاية بغض النظر عن ال 50 مليون إسترليني التي كلفها لخزانة النادي.

وبوضوح إذا إستمر الأداء من توريس بنفس المستوي هذا الموسم ،فإنه من الصعب أن نراه في ستامفورد بريدج في موسم 2013/2014 او علي الأقل حتي لنهاية هذا الموسم.

وعلي الرغم من أن معظم مشجعي تشيلسي يوافقون علي هذا، فأنا لا أعتقد أن كل الجماهير تتفق علي معيار واحد لقياس النجاح.فهل النجاح هو الوصول لعدد معين ومطلوب من الأهدافا، أم تسجيل أهداف حاسمة ولها قيمة كبيرة ،أم الفوز بجائزة الحذاء الذهبي كأحسن لاعب في الدوري الإنجليزي أو شئ مشابه كأن يلعب جيدا ؟؟؟؟؟؟
هو سؤال محير في الواقع وصعب ولكن هيا نتمحصه ونكتشفه سويا.

في البداية أعتقد أن اسهل طريقة هي أن نبدأ بتوقعاتي ومعاييري لتوريس الموسم القادم.وهي ليست معايير محددة ، فأنا كل ما أطلبه من توريس أن يؤثر بشكل إيجابي علي قدرتنا في التهديف.
في الحقيقة لا أهتم بكيف سيؤثر -وإن كنت أتمني طبعا أن سيجل هو- ولكن فقط أن يجعل تشيلسي يسجل الأهداف أكثر مما يكون لا يشارك توريس.

نعم، فصناعة الألعاب مرضية لي.وعموما فإنك كمهاجم تبدأ في أخذ التمريرات لتسجل أنت بعد إحراز هدف أو هدفين.

أما عن إحصائيات أدائه في الملعب،فأنا أطلب أن يكون لديه رؤية أكبر في الملعب ، وأن يترك الجوانب السيئة والمضيعة للوقت مثل الجري وراء كرة ليس منها فائدة ،أو الإحتفاظ بالكرة وقت طويل أو الإنتظار للكرة مختبئآ خلف المدافعين.

بينما نحن نفكر كيف سيتحسن توريس فالأفضل أن نبدأ من المستوي المطلوب أن يتحسن ويرتفع عنه.فالموسم الماضي سجل توريس 11 هدف وصنع 12 هدف.وبهذا فهو سادس هدافي الفريق وأفضل صانع ألعاب بعد خوان ماتا وفرانك لامبارد.
وعند دمج الإثنين معا فسنجد أن توريس كان ثالث لاعبي الفريق تأثيرا إذ أنه سجل وساهم في 23 هدف.
ولقد سجل تشيلسي 112 هدف في 61 مباراة في جميع المسابقات ،بمعدل 1,83 هدف كل مباراة.وإذا نظرنا أكثر في السجلات سنجد أن تشيلسي في موسم 2010\2011 سجل 98 هدف في 52 مباراة بمعدل 1,88 هدف كل مباراة وهو ما يعني إنخفاض مستوانا العام الماضي عن العام الذي سبقه.

لذا فإن فيرناندو توريس له دور في 20,5% من الأهداف التي سجلها تشيلسي العام الماضي وهي نسبة ليست جيدة. وهو ما لايستحق 50 مليون إسترليني، ولكن هل نستطيع أن نتفق جميعنا أن المبلغ المدفوع غير مستحق لتوريس في أي مرحلة في حياته؟؟
أعلم أن هناك منكم من هم ليسو مشجعين لفكرة أن صناعة الأهداف تغني عن التسجيل نفسه وأنا أتفق معكم إلي حد ما فوظيفة المهاجم الصريح هي تسجيل الأهداف وليس صناعتها.
ولكني شخصيا مقتنع بتوريس إذا حذي حذو خوان ماتا ، فإذا فعل مثله وسجل 12 جون وصنع 20 هدف فسأكون مسرور بما فيه الكفاية.

وإذا تحدثنا عن الصفقات التي فعلناها هذا الصيف سنجد انها تخدمنا في موضوعنا هذا بشكل كبير.فعندنا الأن مجموعة من اللاعبين أمثال هازارد وأوسكار وراميريز وخوان ماتا وماركو مارين وكل وظيفتهم هي إعطاء الكرة للمهاجمين ليسجلوا.وكلهم تألقوا بالجولة التدريبية والدورة الأوليمبية...وعندما نجد أن أحد مهاجمينا يشكو من قلة حصوله علي الفرص وعدم التسجيل فليس أمامه خيار واحد وهو أن يلوم نفسه فقط.وأتوقع أنا أن توريس سيحصل علي القدر الكافي من التمريرات والفرص وسيهدر القليل منهم خارج المرمي.فحتي مع منتخب أسبانيا عندما لم يكن جيدا بما فيه الكفاية سجل 3 أهداف وفاز بالحذاء الذهبي وهو ما جاء نتيجة اللعب الرائع لمن حوله.
في الواقع لو وجد هازارد ومارين وخوان ماتا في خط واحد خلفي ،سأسجل أنا لتشيلسي.لذا فتوريس قادر علي أن يعود للمعروف عنه.

..النقد الكبير الآخر الذي يواجه توريس هو أنه لم يسجل أهداف لها صدي ولها قيمة كبيرة، وهو نقد صحيح إلي حد كبير.وحتي لو حسبت هدفه أمام برشلونة- والذي سجله والفريق تحت ضغط كبير ليأكد النتيجة وإنما لم يغيرها- فستجد أن رصيده من الأهداف المهمة هو هدف واحد فقط.فانظر ستجد أن معظم أهدافه تكون في مباريات ليست مهمة كثيرا وليست حاسمة ومع فرق ليست بمستوي كبير.
أتمني أن أراه يسجل في فرق كبيرة وفي المباريات الكبيرة.


وبعد رحيل أكثر لاعب قناص وهو ديديه دروجبا إلي الصين فإن البعض يتجه بالأنظار إلي لاعب آخر موجود بالفريق يعقدون عليه الأمال عندما يريدون تحقيق شئ أو إنجاز. وهذا اللاعب الآن هو توريس وأتمني أن يكون قدر المسئولية وإن كانت الإحصاءات والتاريخ يثبتان عكس ذلك للأسف.ولكن وجود بعض اللاعبين الكبار في منتصف الملعب حوله مثل هزارد وماتا ورفاقه يسعدني إذ يقلل الضغط قليلا علي توريس ويلقي عليهم بعض المسئولية عن التهديف.

أعتقد أنه ينبغي أن نتوقع له أن يتحسن كما حدث مع فترة تولي المدرب دي ماتيو ولكن ينبغي أيضا أن نكون واقعيين.فهو لن يسجل 30 هدف مثلآ.هذا لسببين :الأول أنه لن يتحسن بهذه الدرجة الكبيرة للغاية، والثاني هو أنه لدينا العديد من اللاعبين في خط المنتصف الذين سيشاركوه التهديف.
كما أن التاريخ القريب أثبت أن توريس يضعف تحت الضغط عليه في تشيلسي.


لذا...20 هدف مع بعض الصناعات للأهداف سيكونوا رائعين بالنسبة لي.


وبعيدآ عن ادائه،فإن التحسن الظاهر لنتائج الفريق سيكون ناتج عن تحسن أداء لجميع اللاعبين معا وهو ما يجعل الحكم علي أدائه بعيد نوعا ما.إذ أنه في حالة وجود الفريق بالمركز المطلوب وبالأداء المطلوب ستقل درجة إنتقادنا له بعض الشئ.فالمفروض أنه لا نتجه للنقد في الأوقات الجيدة أو علي الأقل ليس كما نكون في حالات المعاناة والكفاح.

انا لا أعلم ما سيحدث معه.ولا أحد يعلم.إذ نستطيع أن نأمل فقط أن يلملم كل أوراقه وأن يتوقف عن كونه المرسي الذي يمنع سفينة تشيلسي الهجومية عن الإبحار

ينقل

شكراااا