كيف تحرم نفسك من الحلال ثم تستبيح ما هوحرام قطعاً؟!
ألا ما أصدق قول الصادق المصدوق :«
رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ».
فيا عاكفين أمام الممثلات والراقصات {
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ }[الأنبياء:53]
وأين أنتم من عباد الرحمن {
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ }[المؤمنون:3].
لقد بيّن الله –سبحانه وتعالى- الحكمة من تشريع الصيام في قوله –جل وعلا- {
يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنقَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[البقرة:183].
هل أنتم تحصّلون التقوى من وراء هذا الإعلام؟!
يا أصحاب المقاهي ومحلات الفيديو وأشرطته.. أقصروا..
اتقوا الله يا أصحاب المقاهي، ولا تفتحوا المجال أمام المسلمين للبعد عن
المساجد، بل احملوهم على الطاعة والله –عز وجل- هو الذي يرزقكم...
يا أصحاب المقاهي .. هل تعطون الطريق حقها؟!
ففي الحديث :«
إياكم والجلوس على الطرقات،فإن أبيتم
إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها، غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام،والأمر
بالمعروف ، والنهي عن المنكر ».
فأين هذه الحقوق؟! أم إنكم تأمرون بالمنكر وتنهون عن المعروف؟!
اتقوا الله يا أصحاب محلات الفيديو وأقصروا!
كم تملأون بيوت المسلمين بالفحش والخلا؟
فتطردون ملائكة الرحمن وتأتون بأفواج الشياطين؟
كم أوقدتم من نيران الشهوات في قلوب الشباب والفتيات بسبب أشرطتكم وما فيها من مناظر؟!
بل كم من جرائم الزنا والاغتصاب اُتُكبت وكنتم أنتم السبب فيها!
أكُل هذه الأوزار من أجل دراهم معدودة تأتي من الحرام؟!
فلا بارك الله فيها، وتتركون أسباب الرزق الحلال الواسعة.
أخشى والله عليكم أن تكونوا من أهل هذه الآية {
لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاءمَا يَزِرُونَ }[النحل:25]
لتكن عالي الهمة في العبادة والتقوى والخشية والإنابة والصيام والقيام
وتلاوة القرآن والدعاء والدعوة وإن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل.
قيل للإمام أحمد :"
متى يجد العبد طعم الراحة؟" قال :"
إذا وضع قدمه في الجنة".
وقد أجمع العقلاء أنه لا سعادة لمن لا هم له ولا راحة لمن لا تعب له،
وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، فاتعب قليلاً لتسترح طويلاً واصبر
قليلاً من أجل الجنة.
فيا شموس التقوى والإيمان اطلعي، ويا صحائف أعمال الصالحين ارتفعي،
ويا قلوب الصائمين اخشعي،ويا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي،
ويا عيون المتهجدين لا تهجعي، ويا دموع التائبين لا ترجعي، ويا أرض الهوى
ابلعي ماءك ويا سماء النفوس أقلعي، ويا همم المُحبين بغير الله لا تقنعي،
ويا همم المؤمنين أسرعي، فطوبى لمن أجاب فأصاب وويل لمن طُرد عن الباب فخاب ..