توفيت هيلين غورلي براون، رئيسة تحرير مجلة
"كسموبوليتن" النسائية، ومؤلفة كتاب "الجنس والمرأة العزباء"، عن عمر يناهز
التسعين عاما، بمستشفى في مدينة نيويورك، حسب ما نقلته مجموعة هيرست
للنشر.

وعينت مجموعة هيرست هيلين غورلي براون لإدارة مجلة
كسموبوليتن وتحديثها في سنة 1965 وبعد ثلاث سنوات من نجاح كتابها وقد بقيت
على رأسها 32 عاما.

واشتهرت المجلة خلال فترة رئاسة تحريرها بتشجيع النساء على حرية الجنس بغض النظر عن حالتهن الاجتماعية.

وكانت براون خلال حياتها تقول إن هدفها هو نصيحة القارئات
بأن "يأخذن كل مايستطعن من الحياة: من مال واعتراف ونجاح ورجال وهيبة وسلطة
وكرامة- إذ إنه بغض النظر عما تتطلع إليه المرأة فستظل تواجه حواجز عليها
أن تتجاوزها".

وقالت أيضا "كنت دوما أشعر أنني امرأة ذات شخصية مستقلة"

وحيى مايكل بلومبرغ رئيس بلدية نيو يورك براون قائلا إن
المدينة فقدت رائدة لم تغير الصناعة الإعلامية وحسب، بل كل الثقافة في
البلد".

"لقد كانت براون نموذجا لملايين النساء بأفكارها الخاصة
وعجائبها وأحلامها التي وجهتها ببراعة للنشر. لقد كانت نيويوركية متعددة
المواهب، لا تخاف أبدا من التعبير عما في ذهنها ولديها دائما ما تقدمه من
نصائح".

وقالت كايت وايت من كسموبوليتن "لقد أعطت النساء الرخصة للاستمتاع بحياتهن الجنسية".

"حماسية وجريئة"
ولدت براون في أركنساس في 18 فبراير/شباط من عام 1922، وانتقلت إلى لوس أنجلس بعد وفاة والدها.

وكانت الأولى على دفعتها في المرحلة الثانوية في جون فرنسيس للعلوم التطبيقية سنة 1939 قبل أن تعمل سكرتيرة في عدة وكالات دعاية.

وعندما جاءتها الفرصة لكتابة إعلان دعائي، بدأت تحصل على
جوائز وأصبحت محررة الإعلانات الأعلى أجرا في الساحل الغربي للولايات
المتحدة.

وتزوجت براون في سن السابعة والثلاثين من ديفيد براون، وهو
مدير تحرير سابق لكسموبوليتن ومنتج أفلام، وقد شجعها على تأليف الكتاب الذي
اشتهر بـ"الجنس والمرأة العزباء".

وحقق هذا الكتاب مبيعات قياسية، ونشر في 28 دولة، وترجم لـ16 لغة. وألفت براون خمسة كتب أخرى خلال حياتها المهنية.


وكان تركيز كسموبوليتن على الجنس وموافقة براون على
الجراحات التجميلية قد جعلا منها وجها مثيرا للجدل بين أصحاب الدعوة
النسوية للتحرر.

وكانت بيتي فريدن المدافعة الأمريكية عن حقوق المرأة قد
اعترضت في البداية على "كوسمو" وقالت إنها "للمراهقين من الخيال الجنسي غير
الناضج"، لكنها قالت لاحقا بأن "براون كرئيسة تحرير كانت مثالا للحماس
والشجاعة في تقدم المرأة".

وسرعان ما تخطت براون مشكلة ركود مبيعات كوسمو. فمن خلال
أربعة مواضيع ارتفعت المبيعات وكذلك سعر المجلة. وقد وصلت مبيعات المجلة
إلى الذروة ببيع ثلاثة ملايين نسخة سنة 1983.

وأحدثت صورة الممثل الأمريكي بورت رينولدس ضجة كبيرة سنة
1972، عندما ظهر فيها شبه عار، غير أن الاتجاه نحو التركيز على الذكورة ضعف
خلال التسعينيات.

وكتب فرانك بيناك جي.آر، المدير التنفيذي لهيرست في بيان
يؤكد وفاة براون قائلا "كانت هيلين واحدة من أكثر رؤساء تحرير المجلات
والمؤلفين شهرة في العالم، وكانت رائدة حقيقية في الصحافة النسائية".

عندما تنحت براون عن رئاسة تحرير النسخة الأمريكية من المجلة سنة 1997، كانت المبيعات قد بلغت 2.5 مليون نسخة.

واستمرت براون محررة للـ64 نسخة دولية للمجلة حتى وفاتها.

أين الردود