هذه خطبة أقدمها للمدخنين الذين غفلوا عن صحتهم هروبا من مشاكلهم أو إتباعا لرغبتهم ...
إن الحمد لله، نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله .
أما بعد ...
يا أيها الغافل ! أين عقلك من التدخين ؟
أين عقلك من آفة غلقت فاهها على قلوب الكثيرين ؟
لله أبوه من شاب مسلم مثقف، يمسك سجارة تلقي بدخانها المسموم إلى الرئتين، فيخرج دما ربما بعد سنتين .
أخي المسلم ألم ينهيك دينك على مضرة تدخلها لجسمك فتضر بها نفسك و تبذر بها مالك .
قال الله تعالى :
"وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَا إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"
-البقرة : 195-
و لقد أجمع العلماء المسلمون على تحريم التدخين، بل حتى العلماء الغربيون رفضوه و علقوا عنه أنه كان خطأ عدة سنين.
بعض النفسانيين أكدوا أن هذه الآفة التي توغلت بين الشباب سببها في معظم الحالات مشاكل عائلة، عاطفية و حتى دراسية، و هموم و قلق و فزع و رغبة، و لكن أخي المسلم هل تقبل بسجارة بحجم رصاصة تدخل جسمك كل مرة لتحل مشاكلك ؟ بينما لديك كنز بين يديك يسعد أيامك و يزيل كربك و همومك، هل عرفته ؟ إنه ربيع قلوبنا، إنه القرآن .
قال الله تعالى :
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ"
-يونس : 57-
تذكر يا فرد مجتمعنا أن التدخين موت بطيء، ففكر في أولاد مستقبلك الذين ستتركهم يتامى و هم في أشد الحاجة لك، في زوجة ستتركها أرملة و هي على إشتياق لك، و ذلك بسبب تهور في شبابك و خطأ حطمت به كل أحلامك، بسبب رغبة أنانية و أنت لا تعلم أنك ستنزل بها دمعة حارة لعائلة مستقبلية .
المستمع الكريم ! إن أردت الآن الخروج من ظلمات هذا الطريق المسدود، هذا الطريق المبني على أرضية فاسدة، تتعرقل بين حفرها عدة مرات إلى أن تسقط في المرة الأخيرة، فما عليك إلا أن تجعل لجسمك واقيا للرصاص، تأتي الرصاصة مسرعة بإتجاهك فتسقط على الأرض بخيبة أمل، هل عرفت هذا الواقي المشهور ؟ إنها عزيمتك و إرادتك.
أما أنت أخي الغير مدخن، تأكد أنك مثل المسمار الذي لا ينحني أمام ضربات المطرقة، فمن حقك أن تفتخر، لأنك لم تنحني أمام سجارة بسبب مشاكلك، و إنما وقفت على أرضية صلبة و آمنت بشدة أن تلك الصغيرة المحترقة المضرة لن تؤثر فيك و لن تفيدك، بل رميتها بتفكيرك إحتقارا منك لها، فتحية لك و ألف تحية !!!